المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٨

نبض خافت !

نبض بدأ يسمع صوته شيئا فشيئا ، تسري فيه روح الحياة في أطرافها النائمة كي تصحو من سباتها في ذلك الظلام الدامس ..  في غرفة مستطيلة الشكل يسمع ذلك الهمس يعلو تارة و في أخرى ينخفض ..  منظومة عمل كانت في سبات عميق لا يتجدد روحه فبقى سنين كما هو لم يتغير   ، علامات الكهولة وضعت علاماتها في أوجه الحاضرين ، الناس جيئة وذهابا في حركة رتيبة ، وعمل روتيني مكرر تنفر منه ضجرا !  أفكار تصادمية تلوح في الافق بعضهم تلقفها فكان جزءا لا يتجزأ منه يعيد إسطوانته و إستحضاره علنا كي يجعل منه دستورا لا بد أن يخلد !  وآخر   لا يحمل معها شيئا غير رغبة إنقضاء الوقت ليعود في يومه التالي كما هو يراقب حركة عقارب الساعة الرتيبة .. !  في أيام مضت إنقضت فيها طموحاتهم وأصيبت بمقتل !  كانت أقاصي أمانيهم إعتلاء منصب إداري بعدما عجنتهم الحياة وجعلتهم تحت مطرقة التكرار   وزندان الروتين ضانين أنهم كفؤا لادارة مكان كان بيتهم الثاني ومصدر رزقهم سنين قد

نعم نحن عنصريون !

لم يزل ذلك الموقف عالق في ذهني .. على الرغم من بساطته إلا أن عمقه قد وصل إلى جذور خلايا دماغي وبقيت صورته عالقة فتمسكت فيه حتى تمكنت !  كعادتي اليومية في أيام العمل أدلف إلى باب الصيدلية ، طارقا قبلها الباب بأدب وحامل معي لفظ : السلام عليكم !  ترد مشرفة العمل عليّ بمثل ما قلت و زادت بأفضل أجرّ !  يأتي عمّال النظافة يؤدوون عملهم المعتاد مثلهم مثل باكورة عجلة العمل الادمي المعتاد الذي ما إن تبدأ حتى يطحنك عملك كحركة المتارس و تسانينها ثمان ساعات في اليوم وقد تزيد ، أياما و شهورا و سنين !  ما لم يكن معتادا هو إستقبالها الحار لهم ، تخرج العطر الذي تحتفظ به في شنطتها التي وضعتها جانبا لتغرقهم بها ، تسأل عن حالهم و حال عائلاتهم و أبنائهم ، وكأن القادم مدير مؤسسة أو مسؤول لقطاع معين !  لم تفرق بين عالي المنصب و أسفله بموقفها ذاك ،   كانت في عينهم على كفّ سواء .. !  يؤسفني القول بأني أواجه الكثير من مواقف تتع