أمي (من تشبهني) !
دوما ما قالت لي أن تؤمن بالمستحيل كي تصل ! فلذة كبدها الذي ولد بكراً ، وقد خلّف عليها بعضا من الالام مخاض الولادة ، فهي التي تقول أنت أكثر من دللّتك ، و أكثر من أوجعني حينما دفعتك دفعا للحياة في خضمها الكبير ! لطالما آمنت بالأضداد بين الأزواج ، فحين يكون والدك ليّنا كانت أمك أرحم في أن تشد عليك ولمصلحتك دوما ، وهذا ما كانت عليه والدتي ! أتذكر جيدا كيف كنت عنيداً حينما لا أفتح فمي كي أتجرع دوائي ، تحاول معي عبثا في أن تفتح معبراً للترياق دون جدوى ، حيلة ملعقة الطعام ثم على حين غرة تعطيني دوائي المُرّ كانت طريقتها الفعالة ! لا زلت أتوارى خجلا من ذكرياتي حين إستحضاري لشريط متكرر لامراضي و أوجاعي ، لأني أعلم يقينا بأني سأقظ مجضعها هي أيضا ، فحين خلودي إلى النوم أسمع خطواتها القادمة واضعة يدها على جبيني كي تتأكد من درجة حرارتي أنها في نزول ، ولكي تطبع قبلتها على الجبين قبل أن تغادر ، و أن تقوم أخيراً بحركة خاطفة تقبل رجلّي إبنها الغارق في صراع مع المرض ، وفي ردة فعل سريعة أستيقظ كي أسحب قدمي عنها ، حياءا وخجلا ، ومعاتبا إياها بعدم تكرار فعل ذلك ! لا أتذكر أن كانت لي أما واحدة