المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٩

أمي (من تشبهني) !

دوما ما قالت لي أن تؤمن بالمستحيل كي تصل ! فلذة كبدها الذي ولد بكراً ، وقد خلّف عليها بعضا من الالام مخاض الولادة ، فهي التي تقول أنت أكثر من دللّتك ، و أكثر من أوجعني حينما دفعتك دفعا للحياة في خضمها الكبير ! لطالما آمنت بالأضداد بين الأزواج ، فحين يكون والدك ليّنا كانت أمك أرحم في أن تشد عليك ولمصلحتك دوما ، وهذا ما كانت عليه والدتي ! أتذكر جيدا كيف كنت عنيداً حينما لا أفتح فمي كي أتجرع دوائي ، تحاول معي عبثا في أن تفتح معبراً للترياق دون جدوى ، حيلة ملعقة الطعام ثم على حين غرة تعطيني دوائي المُرّ كانت طريقتها الفعالة ! لا زلت أتوارى خجلا من ذكرياتي حين إستحضاري لشريط متكرر لامراضي و أوجاعي ، لأني أعلم يقينا بأني سأقظ مجضعها هي أيضا ، فحين خلودي إلى النوم أسمع خطواتها القادمة واضعة يدها على جبيني كي تتأكد من درجة حرارتي أنها في نزول ، ولكي تطبع قبلتها على الجبين قبل أن تغادر ، و أن تقوم أخيراً بحركة خاطفة تقبل رجلّي إبنها الغارق في صراع مع المرض ، وفي ردة فعل سريعة أستيقظ كي أسحب قدمي عنها ، حياءا وخجلا ، ومعاتبا إياها بعدم تكرار فعل ذلك ! لا أتذكر أن كانت لي أما واحدة

والدي (صديقي) !

أعرف كثير ممن يملك لأبيه كل الفخر و التقدير مع كامل الاعتزاز و المحبة .. ولكني غيرهم في أن أرى (أبي) الصديق الصدوق .. وإن لم نتساوى بفارق العمر وكان هو إبن جيله و كنت أنا إبن جيل آخر   ! دون أن يتكبد عناء في ذلك ، نجح في أن يجعلني في عالمه الفسيح بأن شاركني رياضاته المفضلة بالبداية و بفريقه الذي أحب بلونه الأخضر لونا للحياة .. ! هو نفسه الذي إصطحبني لدى الخياط كي يحيك لي لون الحياة المقلم بالابيض بالرقم ١٠ دون الاشارة بإسم صاحبه (خالد قهوجي) و أخي الذي يصغرني بعامين إختار لون البياض المقلم بالاخضر مع الرقم ٢ دون الاشارة لإسم صاحبه (محمد شلية) .. من كان يمسك بيدي في أول يوم دراسي بسنتي الابتدائية الاولى مشجعا إياي في المشاركة بمناسبات اصطفاف الطابور و لعبة البالونات المربوطة بالارجل والتي يفوز فيها من يحافظ على بالونته من أن تطال بالاقدام من قبل المنافسين .. ! من ورثّ لي موهبته التي لا أراها رائعة الجمال إلاّ من قِبَله في رسم الخط العربي حيث كنت الاول في صفي جمالا بالخط ، ولم يعلموا بأن المورّث يحمل جيناته معي في الصف ولا يعلم أحد بأنه قد يكون هو نفسه من كتب عنيّ أثن

هل تخجل من نفسك و (ذكرياتك) !

هل تعرفوا كيف يأكل المرء بعضا منه ؟   كيف يكون مرغما أو عن طيب نفس منه في أن ينحر ذكرياته ؟ أن يقتلع صوراً وضعها بنفسه ، وأعتنى بها ، ورعاها ، لتصبح فتية تدب فيها روح الحياة ، تركض أمام عينيه لتسمو وتنطق ببهجة أو بؤس !! وبكل دم بارد يسنن سكينه و ( ينحرها )!!  كيف يسمح لأثر كان يدل عليه فيزيله ، يمحي أثره فلا يعثر عليه أحد ، يحكم على نفسه بالتيه في معالم الطريق ولا من نجدة ، هو الذي نطق الحكم على نفسه القتل ، أجهز على روحه ، ودفن هو بجوار كلماته وذكرياته التي صاغتها يداه ، وقتلتها يداه أيضا   !!  هل يجب أن نتوارى خلف ذكرياتنا التي كتبناها بدمنا ، وعرقنا ، وأنفاسنا ؟ ! هل سيكون الحياء غولا نخاف من ظله فنتحاشى التصادم معه وبهذا نقوم ببتر ما صنعناه يوما ما ؟ !  ما كنا نعتقد بأنّا شجعانا لا نخاف مقابلته أصبحنا وفي وقت قصير أقزاما لا نتجرأ على مجابهته بوجوهنا فضلا عن تلاقي أعيننا لتنكسر !!  لماذا