المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢٠

كيفَ تكونُ حكايةُ كلِّ مغتربٍ عن أهلِه اليومَ ؟!

        غريبٌ أمرُ هذا العالمِ، هذا العالمُ الذي أصبحَ متشابها جدا لأبعدِ درجةٍ تقومُ بتصوُّرِها في ذهنِك...           ابنُ الصحراءِ أو البدويُّ الذي كانَ في يومٍ من الأيامِ شخصٌ طارئٌ على المدينةِ حالَ زيارتِه لها، يصبحُ اليومَ أحدَ أفرادِها الممزوجين داخلَها مزجاً تاما، لا يمكنُك أن تفرقَ بينَه وبينَ ابنِ المدينةِ الأوَّلِ الذي وُلدَ فيها وترعرعَ بينَ جُنُباتِها!          قد يتحدثُ مثلُ ابنِ المدينةِ، وقد يأتي بجملةٍ أو كلمةٍ تنسلُّ من فمِه دونَ شعورٍ منه؛ ليكشفَ أنه ابنُ الباديةِ والصحراءِ (الغريبُ)، قد يملأه الفخرُ وقد يستحيي وينكفئُ على نفسِه، أو ربما يقومُ بشرحِ ما جرى على لسانِه لمَنْ هم حولَه؛ ليقشعَ جوَّ الغرابةِ الذي ملأَ المكانَ بكلمتِه أو لهجتِه تلك!        هذا العالمُ الفسيحُ الذي يصبحُ صغيرا أكثرَ ومرعبا أكثرَ؛ لأنّ مثالَ الباديةِ والمدينةِ ينطبقُ على العالمِ أيضاً، فبينَما أنت تقرأُ هذهِ الكلماتِ فهناك شخصٌ آخرُ أيضاً في طرفِ الكرةِ الأرضيةِ: كالصينِ، أوأسبانيا، أو روسيا، أوكولومبيا، أو أوقيانوسيا، مطرقا هو الآخرُ رأسَه للأسفلِ، ويحملُ بينَ يديه محمولا يتصفَّحُ من

تاريخ القهوة، وقصة أول مقهى في العالم !

كثيرا ما نرى اللافتات والعلامات التجارية لصناعة القهوة وذلك من أكبر فروعها إعدادا وصولا إلى وقتنا الحالي في انتشار فروع القهوة المختصة، ولكن السؤال الذي لا يتبادر في الذهن، هل لديك خلفية تاريخية مثلا عن تاريخ صناعة القهوة؟ أو هل تبادر إلى ذهنك سؤال آخر عن  أول سلسلة محلات للقهوة في تاريخها الماضي وصولا لوقتنا الحاضر ؟ ربما علينا أن في كل مرة نرتشف فيها قهوتنا المرة التي تمدنا بالطاقة مع صباح كل يوم بأن نشكر “كالدي”.  “كالدي” هو راعي الغنم ذو الأصول الأثيوبية الذي لاحظ بأن خِرَافه التي هو مسئول عنها لا تنام الليل وذلك بعد تناولها بعضا من أوراق الشجر المريب، الخراف التي بقيت مستيقظة وأقضت مضجعه هو الآخر، هي ما جعلته يكتشف لاحقا بأن السبب هي تلك الشجرة التي نتلذذ بمحصولها الأسود في كل بقعة من العالم. ولأن جزيرة العرب ليست ببعيد في القرن الخامس عشر وصل لها اكتشاف “كالدي” تحديدًا في اليمن، ومنها ليصل مصر، وسوريا، وتركيا على التوالي، نشأ في تركيا أول محل للقهوة يسمى “Kiva han” والذي كان دارا للمحادثات، ولعب الشطرنج، وسماع الموسيقى لتصبح هذه التجمعات مركزًا لتبادل المعلومات مطلقين عليها