المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٠

مقتطفات من كتاب (الأيام) لـعميد الأدب العربي طه حسين

حينما استشرت أمين المكتبة عن أفضل كتاب لـطه حسين أشار دون تردد نحو كتاب (الأيام) والذي يقع في أحد زوايا المكتبة المُكْتظَّة بالكتب. دومًا ما تعجبني كتب السِّيَر الذاتية، لكونها تحكي الواقع دون إفراطٍ في التفاؤل المُزَيَّف، ولا البقاء في زاوية السَّخط والشكاية، وعلى غير العادة كان كتاب الأيام لعميد الأدب العربي (ذي نصف السيرة) صورةً عن إبداع كامل، وعظمة أخَّاذة، على الرغم أنه لم يحكِ كلَّ قصته منذ عاش حتى آخر أيامه. الفتى الذي أقام في الريف المصري وهو الذي يحلم دومًا في تجاوز مزرعة قصب السكر نحو الضفة الثانية راغبًا في كشف ما وراء المجهول من النهر، يلتمع اسمه ويكون من صفوة القوم وعِلْيَتهم من العلماء، والساسة، ورجال الدين معًا لاحقا في حياته. “طه حسين” الذي نشأ في بيئةٍ تَتَّسم بالعَوَز و الجهل، والتي أَرْدَتْه أعمى بفعل الرمد الذي لم يجد له علاجًا سوى الذهاب لعطار ذهب ببصره وهو ممسك بيد أمه التي تريد نجدته من عِلَّته تلك، لتأسى على حال ابنها مما فعله صنيع العطار الذي وثقت به، فطار بعيني فلذة كبدها. يسرح بك طه في أيام الريف، و هو الفرد السابع من بين ثلاثة عشر فردًا، والذي يأمره