المشاعر ما بين الكبت و الظهور !
أسوأ ما يصاب به المرء (التلاشي) .. !
تحاول أن تظهر مشاعرك ولكنها لا تعدو كونها عطر يصيب رذاذه المكان غير أن ثباتيته لا تلبث إلا و أن تنتهي سريعا (لتختفي) وكأن شئ لم يكن !
تحاول عبثا لتجري خلف ما تستطيع اللحاق به من ركب الكلمات المختلفة ، والمواقف العابرة، وتلك الذاكرة المتخمة والمخزنة بالكثير من التقاطعات المألوف منها و الغريب !
حينما تحاول لملمة كل شئ لوضعه في سلة واحدة ، تتهاوى السلة بكل ما حولت نحو الارض فتتبعثر ، ولا ينفع عندئذ لملمة الساقط منها كونها لن تبقى كأول عهدها الذي وضعت لأجله ، تماما كشرخ يصيب مرآة وليس لها من مُصلح غير مرآة أخرى تحل محلها !
لتتساءل هل كل ما أقوم به محاولات تعتبر مجدية ؟ أم أنها سلسلة طويلة تصيب أطرافها التعود من ثم البرود ونهاية بالتخلي ؟ ككل قصة تبدأ لتنتهي !
لماذا يحدث كل ذلك وكأنه نوع من أنواع المخدر رديئ الصنع ، تريد أن تنسى معه كل همومك ، كي تتجرد من كل شي ليس لك به علاقة ، وتتمسك بهذا الغطاء الوثير الذي يمدك بالراحة و الطمائنية والسعادة !
تشعر بأنك تطير محلقا فوق السماء ، ترى كل شئ جميل من الاعلى ، ولا أصوات تمتزج غير صوتك وصوت من تحب ، الاضواء بهالاتها لا تقارن بحجم قربكما سوية ، تحلقان عاليا ، عاليا ، عاليا ، وكأن السماء خلقت لكم ، والأرض بقت لمن هم قاطنيها !
خروج هذا المخدر لاحقا يصيبك بوابل من الأحزان المتتالية ، تكتئب ، وتئن ، وتكره ، بل وتلعن كل شئ كنت قد مررت به !
تعود إلى الأرض اللعينة كسير الجناح من جديد حيث تقطن ويقطن الجميع !
يستقر بك الحال مؤقتا .. تسترجع عطرك وتستعيد مشاعرك من جديد ، وتنتقي جيدا نوع مخدرك التالي ، تتأكد من ثباتيته هذه المرة ومن حسن نوعية وجودة مشاعرك و مخدرك أيضا !
تعود متظاهرا بأنك ترى الأفق حاضر أمامك ، غير أنك في حقيقة الأمر لا ترى في مرمى بصرك غير التلاشي ! ((التلاشي)) فقط !
الذي يدلك أخيراً على حل تحسبه طوق نجاتك ، في ( الانسحاب ) ، وترك كل شئ وراء ظهرك !
ليبقى السؤال الأهم هل هذه نهاية قصة الطائر ذو الجناح الكسير الذي ظن أنه من سكان السماء ، إلا أن حقيقته في كونه يقطن حيث يسكن الجميع في الأرض الخواء !
للمتابعة حساب تويتر: |
للاشتراك في نشرتنا البريدية:
https://gohodhod.com/@aziznotes/issues/575?preview_token=e512e2a9-7ec7-47b2-955e-13ef39ff7df9
تعليقات
إرسال تعليق