أسرار الأمعاء من كتاب ” الأمعاء كنزك في بطنك” ربما تعرفها لأول مرة !
لطالما يحوز الإعجاب كلا من الدماغ والقلب حينما نتحدث عن الأعضاء البشرية ودورها التي تقوم فيه بشكلٍ يومي بل ولحظي في حياة الإنسان. ولكننا نتحاشى عن قصدٍ أو غير قصد “الأمعاء” ذلك الكنز الذي لا يقل أهميةً عن غيره من الأعضاء الأخرى كفاءةً وحجمًا مثل “الدماغ و القلب” وسائر الحواس الأخرى..
في كتابها “الأمعاء كنزك في بطنك” تستعرض الكاتبة الألمانية “جوليا أندرز” التي درست كلية الطب في جامعة فرانكفورت بألمانيا وقامت بالاهتمام في هذا الجانب، أول ما انتابها الفضول نحو هذا العالم سؤال شريكها في السكن: ما هي آلية التبرّز لدى الإنسان؟
ولأنها طبيبة معتادة على أسئلة مختلفة حول وظائف الجسم لم يخطر ببالها الجواب لمثل هكذا سؤال فقامت بالبحث وأخرجت لنا رائعتها لاحقًا “الأمعاء كنزك في بطنك”!
هذا الكتاب الذي يستطيع قراءته المتخصصون في المجال الطبي أو العامة الذين يريدون أن يفهموا أجسامهم التي تبقى معهم دائمًا، مفتعلة إثارة القارئ بمجموعة دراسات حديثة لم تُنشر من قبل في هذا الجانب المهمل!
بدأت الكاتبة في استعراض أجزاء الهضم ابتداءً من فتحة الفم ونهايةً بالمستقيم، في شرحٍ برسوماتٍ مرحة للتوضيح وتختلف كليًا عن ما تم التطرّق إليه في أيام الدراسة لكلٍ منا في السابق ..
تنطلق الرحلة من الفم بكيفية إنتاج اللُعاب داخل الفم، فقد تظن أن جانبي فمك فيما سبق قد تعرضا لعضة أو قضمة باقي أثرها من أسنانك في حال تحسّسك إياهم بطرف لسانك على الجانبين، في الواقع ليس الأمر كما تظن، بل هذين القضمتين هما من مراكز إنتاج اللعاب في الفم والتي يتم إفرازها في حال رؤيتك طعامًا أو اشتمامك لطبقٍ تنوي أكله بشدة!
ولأنها بدأت بالفم فهي تقول أنه من الحكمة أن يحرص المرء على تنظيف أسنانه بالفرشاة والمعجون، وقد خصّت بالذكر وقتين هما ما قبل النوم مباشرةً، وحين الاستيقاظ من النوم، ذلك بأن اللعاب يقل إفرازه ليلًا مما يُغري العوالم الصغيرة من البكتيريا والتي تتكون في الفم لتكوين الجير وما أشبهه للدخول في هذا الوقت ليلًا والدعوة بقول “هيا لنحتفل جميعًا” !!
بعد هذه الليلة الصاخبة من المفترض أن يستيقظ الشخص صباحًا لتنظيف العبث التي أحدثته هذه البكتريا الصغيرة في ليلتها الحافلة بتنظيف الفم صباحًا، وإزالة كل ما علق أثناء النوم ليلًا !
أما عن اللوزتين فهما الحاميان الأوليان في مواجهة الفيروسات والبكتيريا الضارة من دخولها الجسم، فهي تتعرف على كل أنواع المخلوقات الصغيرة الحميد منها والضار خلال 7 سنوات الأولى من العمر، وبهذا لا توصي البتة بإزالتها لدى الأطفال خصوصًا إلا عندما تستعدي الحاجة الملحة لذلك، كونها من أوائل المراكز المناعية لحماية الجسم والتعرف على الفيروسات والبكتيريا والفطريات بكامل أصنافها كي لا تضر الجسم طيلة حياتها مستقبلًا ..
تطرّقت الكاتبة أيضًا إلى آليات “الإمساك، والإسهال، والقيء، وحساسيات الأطعمة، ودور الخلايا اللمفاوية في امتصاص الدهون باتجاه القلب مباشرةً، والهرمونات” وطرق التخلص من بعض الآثار السلبية لهذه المشاكل المتكررة ..
من الأمور المثيرة للإعجاب في الكتاب الحديث عن رحم الأم وكيفية حمايته الكاملة “للجنين” من أي مسببٍ بكتيري قد يؤثر عليه، فقد تم عقد دراسة طبية عن المواليد الذين تمت ولادتهم بطريقةٍ طبيعيةٍ أو عمليةٍ قيصرية، فكانت النتيجة بأن الأطفال الذين خرجوا بطريقةٍ طبيعيةٍ للحياة أقل تعرضًا للأمراض من نظرائهم القيصريين!
ذلك بأن القيصريين يتلقفون عوالم بكتيرية أو فيروسية على طاولة العمليات من يد الجرّاح أو مساعديه أو عند احتكاك أحد الأدوات الطبية بجسد الجنين أو حتى بسبب البيئة غير المعقمة لغرفة العمليات التي تساهم في تلقي الأمراض وبقائها للأبد في جسد الطفل حتى موته !
أما عن العوالم الصغيرة المجهرية فربما قد نصاب بمرضٍ ينتقل من القطط ويسمى “تكسوبلازما” الذي قد ينتقل للأم الحامل نحو جنينها، وقد يؤثر في عمليات عقلية بالإنسان فقد تقوم أم الطفل مثلًا بقطع شرايين يدها منتحرة، أو أن يكون حامل هذا المرض يعجبه دواسة الوقود عند قيادته السيارة متجاوزًا للسيارات من حوله بتهور مما يزيد احتمالية أن يلقى حتفه !!
يقوم هذا التكسوبلازما في الجسم بتغيير بعض الهرمونات والنواقل الكيميائية فيه مما يزيد من نشوة المخاطرة في الناقل المناعي IDO الذي يؤثر في قرارات الدماغ بتقليل هرمونات السعادة كـ”السيراتونين” بالتالي ارتفاع نسب الاكتئاب والتي تؤدي لعدم الاكتراث للحياة من ثم قرار “الموت” عند المصابين به !!
توصي الباحثة أيضًا في كتابها بكثرة تناول المنتجات التي تحتوي على “البروبايوتيك” في منتجات الألبان والتي تساعد من تكاثر البكتيريا النافعة في الجسم وبقائها لفترةٍ طويلة بعد حربها الضروس ضد أخواتها الضارة من البكتريا الانتهازية التي تريد البقاء في الجهاز الهضمي، فعند استخدام المضادات الحيوية لمحاربة البكتريا هي لا تفرق بين ما هو نافع أو ضار بل تقتلها جميعًا دون رحمة أو تفرقة، وبما أن الوقاية خير من العلاج تقوم منتجات الألبان في توافر البكتيريا النافعة Lactobacillus في أمعاء الإنسان وتكثيف مغذياتها من الألبان وما أشبهه، مع اتخاذها مساحة أكبر دون وجود بكتيريا أخرى ضارة تريد الدخول في عالم المعدة أو الأمعاء !
أما عن السالمونيلا فتوصي الكاتبة غسل الخضار جيدًا خصوصًا عند تواجد الدجاج المبرد أو المثلج أو حتى البيض في نفس صحن الخضروات، فهي تستطيع الانتقال في هكذا أماكن، مع ضرورة عدم أكلها دون طهي جيد في حرارة مرتفعة لضمان عدم تواجدها بالكلية وانتقالها في الجسم فهي تسبب إسهالا مضرا يصعب التعامل معه !
في رأيي الشخصي خصوصًا في المجال الصحي الذي أعمل به الكثير من حالات تقرحات المعدة، واضطرابات القولون، والبواسير .. الخ، هي نتيجة لسوء التغذية وسوء فهم الإنسان لماهية جسمه وكيفية التعامل معه بطريقةٍ صحية. لذا حتمًا هذا الكتاب هو ما سأوصي به الجميع ممن مرّت بهم حالات مستعصية كالتي سبق وذكرت !
كتاب رائع للمهتمين في عالم التغذية مع رؤية الجسم بطريقةٍ مختلفة ومسلية عن نظيرتها الدراسية المحضة ذات المصطلحات المعقدة سواء للعامة أو المختصين !
في كتابها “الأمعاء كنزك في بطنك” تستعرض الكاتبة الألمانية “جوليا أندرز” التي درست كلية الطب في جامعة فرانكفورت بألمانيا وقامت بالاهتمام في هذا الجانب، أول ما انتابها الفضول نحو هذا العالم سؤال شريكها في السكن: ما هي آلية التبرّز لدى الإنسان؟
ولأنها طبيبة معتادة على أسئلة مختلفة حول وظائف الجسم لم يخطر ببالها الجواب لمثل هكذا سؤال فقامت بالبحث وأخرجت لنا رائعتها لاحقًا “الأمعاء كنزك في بطنك”!
هذا الكتاب الذي يستطيع قراءته المتخصصون في المجال الطبي أو العامة الذين يريدون أن يفهموا أجسامهم التي تبقى معهم دائمًا، مفتعلة إثارة القارئ بمجموعة دراسات حديثة لم تُنشر من قبل في هذا الجانب المهمل!
بدأت الكاتبة في استعراض أجزاء الهضم ابتداءً من فتحة الفم ونهايةً بالمستقيم، في شرحٍ برسوماتٍ مرحة للتوضيح وتختلف كليًا عن ما تم التطرّق إليه في أيام الدراسة لكلٍ منا في السابق ..
تنطلق الرحلة من الفم بكيفية إنتاج اللُعاب داخل الفم، فقد تظن أن جانبي فمك فيما سبق قد تعرضا لعضة أو قضمة باقي أثرها من أسنانك في حال تحسّسك إياهم بطرف لسانك على الجانبين، في الواقع ليس الأمر كما تظن، بل هذين القضمتين هما من مراكز إنتاج اللعاب في الفم والتي يتم إفرازها في حال رؤيتك طعامًا أو اشتمامك لطبقٍ تنوي أكله بشدة!
ولأنها بدأت بالفم فهي تقول أنه من الحكمة أن يحرص المرء على تنظيف أسنانه بالفرشاة والمعجون، وقد خصّت بالذكر وقتين هما ما قبل النوم مباشرةً، وحين الاستيقاظ من النوم، ذلك بأن اللعاب يقل إفرازه ليلًا مما يُغري العوالم الصغيرة من البكتيريا والتي تتكون في الفم لتكوين الجير وما أشبهه للدخول في هذا الوقت ليلًا والدعوة بقول “هيا لنحتفل جميعًا” !!
بعد هذه الليلة الصاخبة من المفترض أن يستيقظ الشخص صباحًا لتنظيف العبث التي أحدثته هذه البكتريا الصغيرة في ليلتها الحافلة بتنظيف الفم صباحًا، وإزالة كل ما علق أثناء النوم ليلًا !
أما عن اللوزتين فهما الحاميان الأوليان في مواجهة الفيروسات والبكتيريا الضارة من دخولها الجسم، فهي تتعرف على كل أنواع المخلوقات الصغيرة الحميد منها والضار خلال 7 سنوات الأولى من العمر، وبهذا لا توصي البتة بإزالتها لدى الأطفال خصوصًا إلا عندما تستعدي الحاجة الملحة لذلك، كونها من أوائل المراكز المناعية لحماية الجسم والتعرف على الفيروسات والبكتيريا والفطريات بكامل أصنافها كي لا تضر الجسم طيلة حياتها مستقبلًا ..
تطرّقت الكاتبة أيضًا إلى آليات “الإمساك، والإسهال، والقيء، وحساسيات الأطعمة، ودور الخلايا اللمفاوية في امتصاص الدهون باتجاه القلب مباشرةً، والهرمونات” وطرق التخلص من بعض الآثار السلبية لهذه المشاكل المتكررة ..
من الأمور المثيرة للإعجاب في الكتاب الحديث عن رحم الأم وكيفية حمايته الكاملة “للجنين” من أي مسببٍ بكتيري قد يؤثر عليه، فقد تم عقد دراسة طبية عن المواليد الذين تمت ولادتهم بطريقةٍ طبيعيةٍ أو عمليةٍ قيصرية، فكانت النتيجة بأن الأطفال الذين خرجوا بطريقةٍ طبيعيةٍ للحياة أقل تعرضًا للأمراض من نظرائهم القيصريين!
ذلك بأن القيصريين يتلقفون عوالم بكتيرية أو فيروسية على طاولة العمليات من يد الجرّاح أو مساعديه أو عند احتكاك أحد الأدوات الطبية بجسد الجنين أو حتى بسبب البيئة غير المعقمة لغرفة العمليات التي تساهم في تلقي الأمراض وبقائها للأبد في جسد الطفل حتى موته !
أما عن العوالم الصغيرة المجهرية فربما قد نصاب بمرضٍ ينتقل من القطط ويسمى “تكسوبلازما” الذي قد ينتقل للأم الحامل نحو جنينها، وقد يؤثر في عمليات عقلية بالإنسان فقد تقوم أم الطفل مثلًا بقطع شرايين يدها منتحرة، أو أن يكون حامل هذا المرض يعجبه دواسة الوقود عند قيادته السيارة متجاوزًا للسيارات من حوله بتهور مما يزيد احتمالية أن يلقى حتفه !!
يقوم هذا التكسوبلازما في الجسم بتغيير بعض الهرمونات والنواقل الكيميائية فيه مما يزيد من نشوة المخاطرة في الناقل المناعي IDO الذي يؤثر في قرارات الدماغ بتقليل هرمونات السعادة كـ”السيراتونين” بالتالي ارتفاع نسب الاكتئاب والتي تؤدي لعدم الاكتراث للحياة من ثم قرار “الموت” عند المصابين به !!
توصي الباحثة أيضًا في كتابها بكثرة تناول المنتجات التي تحتوي على “البروبايوتيك” في منتجات الألبان والتي تساعد من تكاثر البكتيريا النافعة في الجسم وبقائها لفترةٍ طويلة بعد حربها الضروس ضد أخواتها الضارة من البكتريا الانتهازية التي تريد البقاء في الجهاز الهضمي، فعند استخدام المضادات الحيوية لمحاربة البكتريا هي لا تفرق بين ما هو نافع أو ضار بل تقتلها جميعًا دون رحمة أو تفرقة، وبما أن الوقاية خير من العلاج تقوم منتجات الألبان في توافر البكتيريا النافعة Lactobacillus في أمعاء الإنسان وتكثيف مغذياتها من الألبان وما أشبهه، مع اتخاذها مساحة أكبر دون وجود بكتيريا أخرى ضارة تريد الدخول في عالم المعدة أو الأمعاء !
أما عن السالمونيلا فتوصي الكاتبة غسل الخضار جيدًا خصوصًا عند تواجد الدجاج المبرد أو المثلج أو حتى البيض في نفس صحن الخضروات، فهي تستطيع الانتقال في هكذا أماكن، مع ضرورة عدم أكلها دون طهي جيد في حرارة مرتفعة لضمان عدم تواجدها بالكلية وانتقالها في الجسم فهي تسبب إسهالا مضرا يصعب التعامل معه !
في رأيي الشخصي خصوصًا في المجال الصحي الذي أعمل به الكثير من حالات تقرحات المعدة، واضطرابات القولون، والبواسير .. الخ، هي نتيجة لسوء التغذية وسوء فهم الإنسان لماهية جسمه وكيفية التعامل معه بطريقةٍ صحية. لذا حتمًا هذا الكتاب هو ما سأوصي به الجميع ممن مرّت بهم حالات مستعصية كالتي سبق وذكرت !
كتاب رائع للمهتمين في عالم التغذية مع رؤية الجسم بطريقةٍ مختلفة ومسلية عن نظيرتها الدراسية المحضة ذات المصطلحات المعقدة سواء للعامة أو المختصين !
تعليقات
إرسال تعليق